إليك ما يجب فعله قبل إطلاق أية شركة ناشئة
كيف أبدأ مشروعي الخاص بدون أية تجربة ؟ يطرح هذا السؤال بكثرة من طرف فئة واسعة من الشباب الطامح لإنشاء شركة ناشئة من الصفر, و بدء مشروع تجاري ناشئ ليوسع نشاطه فيما بعد.
فأولا و قبل كل شيء, أريد تهنئتك لأنك قررت أخد المبادرة للدخول الى غمار الريادة و عالم الأعمال, فالأمر يحتاج الى جرأة كبيرة, فستيف جوبز, مارك زاكربيرغ, بيل جيتس و غيرهم, كلهم تركوا الجامعة, و تركوا كل شيء خلفهم لليتفرغوا الى إدارة أعمالهم الخاصة. كما أن الدخول الى عالم ريادة الأعمال بدون أية تجربة ليس بالأمر المستحيل و الصعب و الفشل ليس محتم دائما على المبتدئين, فمارك زاكربيرغ حقق نجاحا هائلا من أول مشروع أنشأه, فالنجاح لا يأتي من التجربة و الخبرة فقط, لكن حماس المبتدإ و عمله بجد و إستثماره لوقته و ماله و جهده في إنجاح العمل سيحقق له مسعاه. كما يجب على كل رائد أعمال مبتدإ أن يقوم بعدة أشياء مهمة لإنجاح مشروعه, و هي كالتالي :
1-قم ببحث لجمع المعلومات الضرورية :
أهم شيء تحتاجه قبل بدء مشروعك الخاص هو القيام ببحث لجمع المعلومات الضرورية, لكي تكون متيقنا بوجود سوق لكي تسوق المنتوج الذي ستنتجه أو الخدمة التي ستقدمها, و أن مشروعك سيلقى إقبالا فور إطلاقه, كما يجب أن تعرف حجم السوق و الشروط لدخوله في الوقت الحالي, و تحديد الوقت اللازم لدخول السوق, لن أقول لك إطلق المشروع و لا تبالي, كما يقول بعض المتفائلين الحالمين, فمثلا إن قمت بإنشاء شركة ناشئة لإنتاج الملابس الصيفية و إنتهيت من الإنتاج في نونبر, هل ستدخل السوق في دجنبر ؟ بالتأكيد لا, فأنت حتما لن تحقق أية مبيعات, لأن الوقت غير مناسب لدخول سوق الملابس, و إنما يجب عليك الإنتظار الى منتصف الربيع.
ومن المعلومات الضرورية التي يجب أن تجمعها , المنافسة داخل السوق, يجب أن تعلم من هم منافسوك, و ما حصتهم في السوق, و ما نقاط قوتهم و ضعفهم, و ما العيوب في منتجاتهم؟ فذلك سيعطيك الفرصة لرسم إستراتيجية تركز فيها على كل ما سبق و ذكرنا, لكي تتجنب الفشل, فمن لا يجمع أية معلومات قبل أن يبدأ كمن يدخل صحراء قاحلة بدون أية خريطة و بدون أية موارد و بدون أي سبيل للنجاة.
2- إختر المكان المناسب:
كما يقال, أنت لست شجرة لتبقى في المكان الذي وضعوك فيه بدون أن تتحرك, فمن جهة, القوانين في مجال الأعمال و البنيات الإقتصادية في بعض الدول تكون جيدة للرواد الأعمال و تشجعهم على بدء الإستثمارات و توسيع نشاطتهم التجارية, عكس البلدان الأخرى و التي في الغالب تعاني من مشاكل إقتصادية, تحد من حقوق رواد الأعمال و تحد من حرياتهم الإستثمارية, و تشنق نشاطاتهم, كما أن هذا ليس المشكل فقط, يجب أن يأخد صاحب كل مشروع ناشئ بعين الإعتبار الشريحة الإجتماعية التي سيسوق لها منتوجاته, و البنية الإقتصادية, فمثلا أنت لا تستطيع أن تبدأ مبادرة لغسل السيارات و إصلاحها في بادية لا يملك أهلها الى بهائمهم و خيولهم...
لذلك يجب أن يؤخد الموقع بعين الإعتبار, حتى و إن تطلب الأمر السفر الى دولة أخرى أو مدينة أخرى لبدإ مشروعك الناشئ, ففي العالم عشرات الدول التي تحتاج الى أعمالك, فلا توجد أوروبا وحدها أو الولايات المتحدة و كندا في العالم.
3- ضع خطة عمل جيدة Business Plan :
خطة العمل أمر ضروري و لا يجب أن تغفل عنه, فلن يكتب لأي مشروع تجاري النجاح بدون وضع خطة عمل قبل البدأ, تستطيع بها تسطير أهدافك المستقبلية, و كيف ستوسع نشاطك التجاري في الفترة القادمة, فمن الإخطاء الشائعة التي يرتكبها رواد الأعمال المبتدئين هو إنطلاقهم بدون رسم أية خطة يتبعونها للإنشاء مشاريعهم, و غالبا ما ينتهي الأمر بهم الى الفشل, ففي خطة العمل Business plan تستطيع أن ترسم خطط بديلة Plan B & C لتعمل بها في حالة فشلت الخطة A, و ما الإستراتيجيات التسويقية التي ستعتمدها و غيرها...
4- وظف أصحاب المهارات و البارعين في عملهم:
حسنا, لنفترض أن فكرتك عظيمة و ستحقق الملايين من وائها و لديك عدة أفكار إبداعية أخرى, و قد حددت الزمان و المكان المثاليان للإنطلاق, و قمت بوضع خطة عمل جيدة, لكن ما فائدة كل هذا إن كنت وحدك و بطبيعة الحال لا تستطيع شركة ناشئة ان تتكون من شخص واحد فقط, لذلك يجب أن تكون فريق عمل جيد, و يستطيع العمل بجد لكي ينجح فكرتك. فالأمر الأهم بالنسبة للشركات الناشئة لنجاحها , فريق عمل يعمل بجد و مليء بالطاقة الإيجابية و الحيوية و قادر على مضاعفة الإنتاجية و قادر على إضافة قيمة لشركتك, قد يعتبر أمرا صعبا بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على أية تجربة في مجال الأعمال, لكن اليوم تستطيع بواسطة الشبكات الإجتماعية كشبكة LinkedIn إيجاد أشخاص ذوي مهارات عالية, ومن الأفضل أن تشرك أصدقائك في الجامعة, فمن الجيد العمل مع زملاء الدراسة من أجل إنجاح مشروعك التجاري.
5- لا تتجاهل مسؤولياتك القانونية :
هذه النقطة لا تقل أهمية عن النقاط الأخرى, يجب أن تراعي عقود العمل Contrats, و كما يجب أن تسجل شركتك الناشئة لدى الدولة لكي تدفع ما عليك من ضرائب و في المقابل ستحميك الحكومة و ستحمي ممتلكاتك, كما يجب أن تتبع القانون في كل شيء يخص مشروعك, و يجب أن تكون صناعتك أيضا أو الخدمة التي تقدمها تنسجم مع القانون. فأنت لا تريد أن تصادر كل جهودك و مواردك في الاخر من طرف الدولة لعدم أحترامك للقانون الداخلي و لا تريد حتما أن تتم مقاضاتك و تتهم بالتهرب الضريبي, قد يكون من المكلف توظيف محام مند بدايتك لمشروعك, لكن هذا لن يمنعك من الحصول على بعض النصائح القانونية من خلال الكتب أو الأنترنت أو حتى خبراء القانون. كما يجب أن تراعي مسئلة العقود التي تكتب عند التوظيف و التعامل مع مختلف الجهات, كمزودين بالمواد الأولية و غيرها من الخدمات.
ليست هناك تعليقات