هل أنت مؤهل لكي تدخل الى غمار الريادة ؟









في الاونة الأخيرة و خصوصا بعد الأزمة الإقتصادية التي بدأت سنة 2008, إنتشرت بشكل واسع حول العالم ثقافة ريادة الأعمال و ظهرت الشركات الناشئة في كل مكان, فلا يخفى على أحد منا الدور الكبير الذي تلعبه هاته الشركات في بناء إقتصادات البلدان, فهي بطبيعة الحال تدفع الضرائب للدولة و تساهم في تخفيض معدل البطالة بشكل كبير, كما تساعد على جلب  الإستثمارات.  و الكثير من الشباب و من خريجي الجامعات,  أصبحوا يبادرون الى إنشاء شركاتهم الناشئة, لكن أكثر شيء يجول في بالهم قبل الإقدام على الخطوة التالية, هو طرحهم للسؤال التالي : هل أنا مؤهل لكي أدخل في غمار ريادة الأعمال؟ و هل أمتلك السمات الأساسية لكي أنشأ شركتي الخاصة و أديرها؟ 

فلا يخفى عليك عزيزي القارئ أن أكثر من 80% من الشركات الناشئة تفشل مند إطلاقها, و لا تستطيع التكيف مع المحيط الإقتصادي و الإجتماعي و لا تستطيع أن تقوم مرة أخرى لتقف على أرجلها, و ذلك يرجع للعديد من الأسباب, كنقص التمويل أو عدم القدرة على المنافسة و غيرها, و لكل في ظني, أبرز عامل يسبب الفشل للشركات الناشئة هو عدم توفر أصحابها على السمات الأساسية و المهارات الضرورية التي تخول لهم دخول عالم الريادة, فرائد الأعمال الناجح هو شخص من بين الاف الأشخاص حول العالم, و لا يستطيع من هب و دب الدخول الى عالم الأعمال, و حتى لو كانت فكرتك من ذهب و كانت منتوجاتك أو الخدمات التي تقدمها عالية الجودة, فإنك في حاجة لامتلاك السمات و المهارات الأساسية التي يتوفر عليها رواد الأعمال المخضرمون.

في ما يلي, أهم الصفات التي يجب أن يتوفر عليها كل رائد أعمال ناجح : 

1- هل تستطيع حل مختلف المشكلات ؟


كصاحب مشروع ناشئ, ستواجك العديد من المشاكل, و ستكون طريقك مليئة بالعقبات, كما أن إستعانتك بالأخر دائما لطلب العون و النصيحة لحل المشكلات التي تواجهك لن يكون مفيدا و لن يحقق لك أية نتيجة, فمن صفات رجل الأعمال الناجح, قدرته على التكيف مع مختلف الوضعيات, و قدرته على تخطي كل الصعاب التي ستواجهه و حل كل المشاكل التي ستواجهه في مسيرته كصاحب مشروع, و أخد شركته الى بر الأمان و تحصينها من أن تنجرف نحو القاع بسبب عدم قدرته على حل المشاكل التي تواجهه. ستواجهك مشاكل مالية, و مشاكل في ايجاد مكان  ليستوعب مشروعك , و مشاكل مع الجهات التي ستتعامل معها, ومشاكل لوجستيكية و مشاكل في تحقيق مبيعات و غيرها, لذلك إحرص على تطوير اليات و أدوات لكي تستطيع تخطي كل العقبات التي ستواجهك.

2- هل ستستمر حتى لو فشلت ؟


إن رائد الأعمال الناجح, شخص لا يحبطه الفشل, بل يعتبر الفشل نقطة بداية, و يحاول و يحاول مرة بعد مرة الى أن يحقق النجاح, فستيف جوبز فشل فشلا ذريعا في تحقيق مبيعات لمنتوجاته الأولى, و ترك أبل , و حاول تأسيس شركة أخرى إنتهت بالفشل, الى أن عاد من جديد الى أبل و حقق نجاحا باهرا بعد أن تراجعت حصتها في السوق و عرفت عدة خسائر, فالمثابرة و الإستمرار في المحاولة هما الطريق الوحيد للنجاح, ف فورد فشل بشكل رهيب في مشاريعه, لكنه لم يستسلم يوما, و بدأ المحاولة مرة بعد أخرى الى أن أنشأ شركته الناجحة Ford, و العديد من الأمثلة الكثيرة, فلا يوجد رائد أعمال واحد في العالم لم يفشل مند أول محاولة, الا في بعض الحالات الشاذة, و لا يقاس أبدا على الشاذ. لذلك إحرص على بناء فريق من أناس لا يعرفون الإستسلام للفشل و عزيمتهم قوية للوصول و تحقيق نتائج, و يعتبرون الفشل نقطة بداية و درسا يجب التعلم منه.

3-هل أنت فضولي و تطرح الأسئلة ؟ 


قد أعتبرها أهم نقطة, فرائد الأعمال الناجح هو إنسان فضول, و يطرح الأسئلة, كما أن الفضول و الإنفتاح من الصفات القيادية, فأنت تريد تطوير منظومتك و تحاول تحسين نظم العمل داخل شركتك, لذلك يجب أن تطرح العديد من الأسئلة لأن الإجابة عليها ستساعدك على تطوير شركتك, كما أن الفضول هو المحرك للبدء البحث عن سبل جديدة و أكثر فعالية للبقاء في الصدارة و القدرة على التكيف مع مختلف التقلبات في المحيط الإقتصادي, فمايكل ديل, الرئيس التنفيدي لشركة Dell, و بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت, و الكثير من رواد الأعمال البارزين في العالم, أكدوا على أن الفضول و حب المعرفة هو ما يجعل أصحاب الشركات ناجحين, و متقدمين دائما بخطوة على الذين يتجاهلون كل شيء و يقمعون الفضول داخلهم و الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من طبيعتنا كبشر.




ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.